هو أبو منصور موهوب بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي البغدادي.
ولد عام 466 هـ من أسرة بغدادية - في مدينة بغداد - وفيها شب ونشأ وتتلمذ على علمائها، ومن أبرزهم - في ذلك الوقت - أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي، الإمام المشهور، شارح ديوان الحماسة بثلاثة شروح، وشارح ديوان المتنبي والمفضليات وقصيدة "بانت سعاد" ومقصورة ابن دريد، وقصيدة اللمع في النحو لابن جني، وشارح كتاب نهاية الوصول إلى علم الأصول، كما فسر القرآن الكريم، وغير ذلك من الأعمال الجليلة التي تدل على علم واسع ومعرفة شاملة ونبوغ فريد.
فمن حس الحظ الجواليقي أن تتلمذ على التبريزي.
وكان الجواليقي عند حسن ظن أستاذه، فآثره الأستاذ وفضله على غيره من التلاميذ لما عرف فيه من طموح وتوق إلى العلم وإقبال عليه بشغف.
ودأب الجواليقي على تلقي العلم حتى نبغ فيه، وخلف أستاذ على كرسي فقه اللغة بالمدرسة النظامية بعد موته.
وطارت شهرة الجواليقي كما طارت شهرة أستاذه من قبله، وتحلق حوله التلاميذ من كل مكان، يجنون شهي الثمر من علمه وأدبه.
وكان الجواليقي أثيرا لدى الخلفاء والأمراء، حتى لقد أصبح إماما للخليفة المقتفي بالله يصلي به الصلوات الخمس، وألف له كتابا في العروض.