وَخَمْسمِائة وَحكى أَنه استقضى بالبلاد الْمُتَقَدّمَة الذّكر ودرس وشوور فِي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ قَالَ وَهُوَ كَانَ رَئِيس الْمُفْتِينَ بِهِ وأسمع النَّاس وَأخذ عَنهُ هَذَا اخر كَلَامه وَلم يكن هُوَ وَلَا أَبوهُ أَبُو عمر نعم وَلَا ابْن حُبَيْش يدعوا الإفصاح بِحَالهِ لَو ارْتَابُوا بمقاله وَكَيف لَا يفاخر بِرِوَايَة سلفه فضلا عَن الِاعْتِرَاف بِصِحَّتِهِ وَمن أصولهم كتاب رد الْأَبْهَرِيّ على الْمُزنِيّ فِي الْمسَائِل الثَّلَاثِينَ الَّتِي رد فِيهَا على مَالك مَعَ غير ذَلِك وَهُوَ بِخَط مُوسَى بن عبد الْملك مِنْهُم وَفِي آخِره إجَازَة أبي عبد الله بن عَابِد لَهُ ولأبنه عبد الْملك بن مُوسَى ولغيرهما وَذَلِكَ لعشر بَقينَ من شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ عِنْدِي أَيْضا مَعَ وَرَقَات من برنامج القَاضِي يُونُس بن عبد الله بِخَط مُوسَى الْمَذْكُور وَفِي آخِره إِجَازَته لَهُ ولابنه عبد الْملك فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين وقيدت من خطّ من يوثق بِهِ نَص إجَازَة أبي مُحَمَّد مكي بن أبي طَالب لَهما أَيْضا فِي شَوَّال من سنة ثَمَان وَعشْرين وَفِي ذَلِك التَّارِيخ كَانَت رحْلَة مُوسَى إِلَى قرطبة وَلَا دَلِيل أوضح من هَذَا على صراحتهم فِي الْعلم وعنايتهم بالرواية وَهَذَا أَبُو الْوَلِيد بن الفرضي قد ذكر فِي تَارِيخه مِنْهُم عميرَة بن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن خطاب وأغفل أَبَاهُ مُحَمَّدًا وأخاه خطاب بن مُحَمَّد فاستدركتهما عَلَيْهِ وَذكر أَيْضا مِنْهُم وليد بن عبد الْملك بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بن خطاب وَهُوَ أَخُو مَرْوَان بن عبد الْملك من جدود أبي بكر هَذَا إِلَّا أَن ابْن الفرضي قَالَ فِي نسبه العتقي وَنسب عميره إِلَى وَلَاء مَرْوَان بن الحكم وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو بكر الرَّازِيّ فِي كتاب أَعْيَان الموَالِي بالأندلس من تأليفه وَقد ذكر فِي صَدره عبد الجَبَّار بْن خطاب بْن مَرْوَان بْن نَذِير مولى مَرْوَان بْن الحكم قَالَ وَقيل مولى مُعَاوِيَة بن مَرْوَان بن الحكم وَالْأَكْثَر أَنه مولي مَرْوَان بن الحكم وَإِلَيْهِ نسب بَاب الْمَدِينَة الشَّرْقِي الْمَعْرُوف بِبَاب عبد الْجَبَّار يَعْنِي بقرطبة وَهُوَ جد بني خطاب التدميريين مِنْهُم مَرْوَان بن خطاب بْن عَبْد الجَبَّار بْن خطاب بن مَرْوَان بن نَذِير هَذَا مَا أورد الرَّازِيّ عِنْد ذكرهم وَفِي تدمير جمَاعَة من العتقيين فَلَعَلَّ ابْن الفرضي نسب وليدا إِلَيْهِم غَلطا مِنْهُ على أَنِّي قد قَرَأت بِخَط شَيخنَا أبي بكر على ظهر الْكتاب الَّذِي فِيهِ رد الْأَبْهَرِيّ الْمَذْكُور قبل وَهَذَا الْجُزْء بِخَط جد أبي مُوسَى بن عبد الْملك مِنْهُم ونسبهم فِي الانتخاب الْجَامِع لمآثر بني خطاب لِابْنِ حَيَّان كتب هَذَا بعد الرّفْع فِي نسبه إِلَى خطاب بن عبد الْجَبَّار كَمَا أوردته والعتقاء جماع من حجر حمير وَمن سعد الْعَشِيرَة وكنانة مُضر فالتقول على هَذَا الشَّيْخ لَا يُؤثر عِنْد حَملَة الْآثَار وَلَا يقابلون الْمُتَعَارف من