وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده، وبيدي الخرقة لأشد بها لحييه، فجعل يعرق ثم يفيق، ثم يفتح عينيه، ويقول ببيده هكذا: لا بعد لا بعد، ففعل هذا مرة وثانية، فلما كان في الثالثة قلت له: يا أبة أي شيء هذا، قد لهجت به في هذا الوقت، تعرق حتى نقول: قد قضيت، ثم تعود فتقول: لا بعد، لا بعد.

فقال لي: يا بني ما تدري ما قلت؟ قلت: لا. فقال: إبليس لعنه الله قائم حذائي عاضّ على أنامله يقول لي: يا أحمد فتَّني، فأقول: لا بعد، لا بعد، حتى أموت.

وعن بنان بن أحمد القصباني أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل فيمن حضر، قال: فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحزر من حضرها من الرجال ثمان مائة ألف، ومن النساء ستين ألف امرأة.

وعن موسى بن هارون قال: يقال: إن أحمد بن حنبل لما مات مسحت الأمكنة المبسوطة التي وقف الناس عليها للصلاة فحزر مقادير الناس بالمساحة على التقدير ستمائة ألف وأكثر، سوى ما كان في الأطراف والحوالي والسطوح والمواضع المتفرقة أكثر من ألف ألف.

وقال أبو بكر المروزي: رأيت أحمد بن حنبل في النوم كأنه في روضة، وعليه حلّتان خضراوان، وعلى رأسه تاج من النور، وإذا هو يمشي مشيةً لم أكن أعرفها، فقلت: يا أحمد ما هذه المشية التي لم أكن أعرفها لك؟ فقال: هذه مشية الخدّام في دار السلام، فقلت: ما هذا التاج الذي أراه على رأسك؟ فقال: إن ربي عز وجل أوقفني، وحاسبني حساباً يسيراً، وحباني وقرّبني وأباحني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015