والباب مردود عليه وإذا خلقان، فقلنا له: يا أبا عبد الله ما خبرك؟ لم نرك منذ أيام. قال: سرقت ثيابي. فقلت له: معي دنانير فإن شئت فخذ قرضاً، وإن شئت فصلة، فأبي أن يفعل، فقلت: تكتب لي بأجرة؟ قال: نعم، فأخرجت ديناراً فأبى أن يأخذه، وقال: اشتر لي ثوباً واقطعه بنصفين، فأومأ إليّ أنه يأتزر بنصف، ويرتدي بالنصف الآخر، وقال جئني بنفقته، ففعلت وجئت بورق فكتب لي وهذا خطّه.
وعن محمد بن موسى بن حماد الزيدي قال: حمل إلى الحسن بن عبد العزيز الجرويِّ من ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس في كل كيس ألف دينار، فقال: يا أبا عبد الله، هذه ميراث حلالٍ، فخذها فاستعن بها على عائلتك، فقال: لا حاجة لي فيها، أنا في كفاية، فردَّها ولم يقبل منها شيئاً.
وعن السري بن محمد خال ولد صالح قال: جاء أحمد بن صالح يوضئ أبا عبد الله يوماً، وقد بلّ أبو عبد الله خرقةً فألقاها على رأسه، فقال له أحمد بن صالح: يا جدي أنت محموم، قال أبو عبد الله: وأنّى لي بالحمّى؟
وعن رحيلة قال: كنت على باب أحمد بن حنبل والباب مجافٌ، وأم ولده تكلمه، وتقول له: إنا معك في ضيقٍ، منزل بيت صالح يأكلون ويفعلون، وهو يقول: قولي خيراً، وخرج الصبي معه، فبكى، فقال له: أيّ شيء تريد؟ قال: زبيب، قال: اذهب فخذ من البقّال حبة.
وعن أبي بكر المروزي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: إنما هو طعامٌ دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل. وقال: سمعت أبا عبد الله يقول: أسرُّ أيامي إليَّ يومٌ أصبح وليس عندي شيء.