شيء. فتبسم وقال لي: "يا أبا بكر لو قبلت شيئاً من الناس قبلت منك". ولم يقبل.
وعن صالح بن أحمد بن حنبل قال: جاءتني حسن فقالت: يا مولاي قد جاء رجل بتلِّيسةٍ (?) فيها فاكهة يابسة، وبهذا الكتاب، قال صالح: فقمت فقرأت الكتاب فإذا فيه:
يا أبا الله أبضعت لك بضاعة إلى سمرقند، فوقع فيها كذا وكذا، ورددتها فيها كذا وكذا، وقد بعثت بها إليك وهي أربعة آلاف درهم، وفاكهة أنا لقطتها من بستاني، ورثته عن أبي، وأبي ورثه عن أبيه.
قال: فجمعت الصبيان، فلما دخل دخلنا عليه، فبكيت، وقلت له: يا أبة أما ترقُّ لي من أكل الزكاة؟ ثم كشفت عن رأس الصبية، وبكيت فقال: من أين علمت؟ دع حتى أستخير الله تعالى الليلة، قال: فلما كان من الغد قال: يا صالح إني قد استخرت الله تعالى الليلة فعزم لي ألا آخذها، وفتح التلّيسة، ففرّقها على الصبيان، وكان عنده ثوبٌ عشاري (?) فبعث به إليه وردّ المال، قال صالح: فبلغني أن الرجل اتخذه كفناً.
وعن علي بن الجهم قال: كان له جار فأخرج إلينا كتاباً فقال: أتعرفون هذا الخط؟ قلنا: هذا خط أحمد بن حنبل، كيف كتب لك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة، ففقدنا أحمد بن حنبل أياماً لم نره، ثم جئنا إليه لنسأل عنه، فقال لنا أهل الدار التي هو فيها: هو في ذلك البيت، فجئنا إليه