- صلى الله عليه وسلم -، وبجميع ما أنزل إلى أنبيائه ورسله، وأخبرنا أنهم يؤمنون بالآخرة إيمانًا قاطعاً لا شكَّ فيه.
قال الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَاسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَاسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 117].
وقد ذكر ربنا - تبارك وتعالى - في هذه الآية الأعمال التي تدخل في مسمى البر، وأخبر في خاتمتها أن القائمين بهذه الأعمال هم المتقون.
وإذا أنت نظرت في هذه الأعمال التي هي أعمال المتقين وجدتها شاملة للدين كلِّه، ويمكن أن نعنون لهذه الأعمال بثلاثة عناوين رئيسة:
الأول: العقيدة، وهي التي قال ربنا - تبارك وتعالى - فيها {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}.
والثاني: الأعمال الظاهرة، وذكر منها إنفاق المال في مجالاته المتعددة، وذكر إنفاقه على ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، أي: في إعتاق العبيد، وتحريرهم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة.
والثالث: الأخلاق الكريمة، وذكر منها خلقين: الأول: الوفاء بالعهد، والثاني: الصبر في البأساء والضراء وحين البأس.