باب
الكلام في حقيقة الاستثناء وأحكامه وأقسامه
إن قال قائل: ما حقيقة الاستثناء
قيل له: حقيقته "إنه كلام ذو صيغ مخصوصة محصورة, دال على أن المذكور فيه لم يرد بالقول الأول" وكل استثناء فهذه حاله, وكل ما هذه حاله فإنه استثناء.
فإن قيل: هذا منتقض بجميع أدلة التخصص المنفصلة التي ليس باستثناء, لأنها دالة على أنه لم يرد ما أخرجته بالكلام.
قيل له: هذا باطل لأننا قلنا حده إنه قول وكلام ذو صيغ محصورة, دال على أن ما ذكر فيه لم يرد بالكلام الأول, والأدلة المنفصلة التي سألت عنها ليس بقول, فزال ما قلته.