- 8 -

كتاب الشعر

هذه صناعة قال فيها بعض الحكماء: كل شيء يزينه الصدق الا الساعي والشاعر، فان الصدق يشينهما فحسبك بما تسمع. وقال المتقدمون: الشعر كذب ولهذا منعه الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} (69 يس 36) واخبر تعالى انهم يقولون انهم يقولون مالا يفعلون. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاكثار منه وإنما ذلك لأنه كذب الا ما خرج عن حد الشعر فجاء مجيء الحكم والمواعظ ومدح النبي صلى الله عليه وسلم. واما ما عدا ذلك فان قائله إن تحرى الصدق فقال:

الليل ليل والنهار نهار ... والبغل بغل والحمار حمار

والديك ديك والحمامة مثله ... وكلاهما طير له منقار صار في نصاب من يهزأ به ويسخر منه ويدخل في المضاحك، حتى إذا كذب واغرق فقال: [92 ظ]

ألف السقم جسمه والانين ... وبراه الهوى فما يستبين

لا تراه الظنون الا ظنونا ... وهو أخفى من أن تراه الظنون

قد سمعنا انينه من قريب ... فاطلبوا الشخص حيث كان الانين

لم يعش انه جليد ولكن ... ذاب سقما فلم تجده المنون حمق وملح، ولكنا نتكلم فيه [على] مقدار ما نحسن فنقول: الشعر ينقسم ثلاثة أقسام: صناعة وطبع وبراعة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015