منه، وَعَلِمَ الذين كفروا وكذَّبوا رسلَه من الفلاسفة والمنجمين والمشركين والسفهاء الذين سموا أنفسهم " الحكماء " أنهم كانوا كاذبين) انتهى (?).
ولقد أصبحت الحوادث في زماننا تُنْسَب إلى أسبابها مقطوعة عن مُقَدِّرها ومُدَبِّرها سبحانه وتعالى، ولذلك رحل الخوف من القلوب، أمَّا المؤمن فتنفذ بصيرته من الأسباب، والتعلق بها، والْجَوَلان في محيطها إلى الفاعل الحق سبحانه؛ فيخافه ويرجوه ويُحِبُّه.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: (الله سبحانه غطى حقائق الأشياء عن أبصار الخلق بما يُشاهدونه من تعلق المسببات بأسبابها فنسبوها إليها) انتهى (?).
تأمل قوله: (فنسبوها إليها) وكأنه - رحمه الله - يصف أهل وقتنا، فالكلام عن آية الزلازل إذا وقعت تملأ الدنيا الكتابة عنها، وذكرها، ودقّة التفاصيل في ما تُحدثه من دمار وهلاك، ويُغفل ذكر الله الفاعل، بينما لا يُغفل ذكر (ريختر) ومقياسه، كذلك الأعاصير وغيرها!.
نَعَم .. لقد شُغِل أهل الوقت عن حقائق الأمور بالظواهر والقشور، فلم يَعُدْ للآيات تأثير كما كان في الماضي، حيث يحصل الخوف من مالك الْمُلْك سبحانه، فيرجع الخلق إلى ربهم بالتوبة والذل والانكسار، وهذا من ثمار هذه