ترضيه تعالى، فقد ذَكَّرَنا سبحانه بما عاقب به مَن كفر به وعصاه، وأكثر من تذكيرنا بذلك رحمة بنا وإعذاراً قبل أن يأخذنا بذنوبنا وبما فعل السفهاء منا، وواللهِ لن تنفعنا إحالة هذه الكوارث لـ (الطبيعة) إذا وقع بنا أمرُ الله، وحلت بساحتنا العقوبات كما حلت بمن قبلنا ومَن حولنا بعد أن بارزوا ربهم بالمعاصي والمنكرات، ونسأل الله يلطف بنا وبالمسلمين، وأن لا يؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا.
وسيأتي الكلام في آخر الكتاب - إن شاء الله - على أسباب تأخر العقوبات الكونية العامة على كثيرٍ من الناس في هذا الزمان بعد أن بارزوا الله بشتى أنواع المنكرات إلا ما شاء الله، بينما تحل بأسلافهم في الماضي حينما يرتكبون بعض ما يُرتكب اليوم من المعاصي والمنكرات التي لم يسبق لها مثيلاً في كَمِّها وكيفيتها وصِفَتها - ولا حول ولا قوة إلا بالله -.
هل معرفة الأسباب الطبيعية لحدوث الآيات والكوارث ينافي الخوف من الله، وأنها عقاباً منه؟!