" لو أن الله يأخذني على شيء لأخذني يوم فعلت كذا وكذا "، فتقول له المرأة: " إنَّ صَاعك لم يمتلئ، ولو امتلأ صاعك لأُخِذْتْ "، فلما قتل الغلامين خرج أبوهما في طلبهما فلم يجد أحداً يخبره عنهما، فأتى نبياً من أنبياء بني إسرائيل وذكر ذلك له، فقال له ذلك النبي: " هل كان معهما لعبة يلعبان بها؟! "، فقال أبوهما: " نَعَم، كان لهما جِرْو "، قال: " فأتني به "، فأتاه به، فوضع النبي خاتَمه بين عينيه، ثم خلى سبيله، ثم قال: " أول دارٍ يدخلها من دور بني إسرائيل فيها بيان ذلك "، فأقبل الجرو يتخلل الدُّور حتى دخل داراً من دور بني إسرائيل، فدخلوا خلفه، فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلمان كثيرة قد قتلهم وطرحهم في المطمورة، فانطلقوا به إلى ذلك النبي – عليه السلام -، فأمر به أن يصلب، فلما رُفع إلى الخشبة أتته امرأته وقالت: " قد كنت أحذرك هذا اليوم، وأخبرك أن الله غير تاركك وأنت تقول: لو أن الله يأخذني على شيء لأخذني يوم فعلت كذا وكذا، فأُخبرك أن صاعك لم يمتلئ بعد، أَلاَ وإن صاعك قد امتلأ! ") أخرجه البيهقي (?).
وفي هذه القصة اعتبار في أخذِ الله مَن يأخذ بالعقاب، وإمهاله مَن يُمهل.