السبب الثاني: قرب يوم القيامة الذي يعاقب فيه المسيء إلا من رحم الله.

قال: (الذنبُ بعد الذنبِ عقوبة الذنب، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة) (?)؛ فلو قال قائل: " إن العقوبات جارية في وقتنا على هذه السُّنن " لكان كلامه صحيحاً.

فهذا أشَدُّ العقوبات، وليس مَن يعلم كَمَن لا يعلم، فذنوبنا جاءت على علمٍ مِنَّا بدين ربنا.

عن طارق بن شهاب، عن حذيفة - رضي الله عنه -، قال: قيل له: في يوم واحدٍ تركت بنو إسرائيل دينهم؟!، قال: (لا، ولكن كانوا إذا أُمِرُوا بشيء تركوه، وإذا نُهوا عن شيء ركبوه حتى انسلخوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه) (?).

ولقد تبعنا آثارهم كما أخبر بذلك نبينا - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (شبراً بشبر وذراعاً بذراع) (?).

الثاني: وهو أن الأمرَ قد قرُب، ومَن لم يستدل بما حصل لنا منذ سبعين سنة على قُرب الأمر بنهاية الدنيا، وأن ما غَشانا ما هو إلا مقدمات للدجال وعظيم الأهوال .. فليس من دينه على بصيِرة!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015