سياق الكلام، وفحوى الخطاب".
وقال أبو حيان: "وقرأ الجمهور "وَالظَّالِمِينَ" نصبًا بإضمار فعل يُفَسِّره قوله: "أَعَدَّ لَهُمْ" وتقديره: ويعذِّب الظَّالِمِينَ. وهو من باب الاشتغال عطف (?) جملة فعليّة على جملة فعليّة".
* قلتُ: أراد عطف جملة "يعذِّب الظَّالِمِينَ" على جملة "يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ. . . ".
وقال أبو عبيدة: "انتصب بالجوار، ولا يدخل الظَّالِمِينَ في رحمته".
وقال السمين: "وكان النَّصْبُ هنا مختارًا لعطف جملة الاشتغال على جملة فعليّة قبلها وهي قوله: "يُدْخِلُ".".
2 - وذهب بعض المعربين إلى أنّ "الْظَّالِمِينَ" نصب؛ لأن ما قبله منصوب وأن جملة "أَعَدَّ لَهُمْ" تفسير لهذا المضمر الناصب أي: ويعذّب الظَّالِمِينَ. . . ذكر هذا الزجاج وأبو السعود والشوكاني وغيرهما، وسمّاه الهمداني بالتشاكل بين المعطوف والمعطوف عليه.
3 - وذكر السمين وجهًا آخر رأى أنه ضعيف جدًا، وهو أن يكون من باب الاشتغال على أن يُقَدَّر فعل مثل الظاهر، ويُجَرُّ الاسم بحرف جَرّ.
قال: "فتقول: بزيدٍ مررتُ به، أي: مررت بزيدٍ مررتُ به.
والمعروف في لغة العرب مذهب الجمهور: وهو إضمار فعل ناصب موافق للفعل الظاهر في المعنى، فإنْ وَرَدَ نحو: بزيدٍ مررت به عُدَّ من التأكيد، لا من الاشتغال".
4 - وذكر مكِّي عن الكوفيين وجهًا آخر، وهو أن "الْظَّالِمِينَ" انتصب لأن "الواو" التي معها ظرف للفعل وهو "أَعَدَّ"، [ثم قال]: وهذا كلام لا يتحصَّل معناه".