قال أبو حيان: "وكان الجواب بالفاء أَجْوَد من المجيء بالفعل مجزومًا دون الفاء؛ لأنه إذا كان بالفاء كان على إضمار مبتدأ، أي: فهو لا يخاف، والجملة الاسميَّة أدلُّ وآكدُ من الفعليَّة على تحقق مضمون الجملة".

وقال الزمخشري: ". . . فإن قلت: أيُّ فائدة في رفع فاء الفعل، وتقدير مبتدأ قبله حتى يقع خبرًا له، ووجوب إدخال الفاء، وكان ذلك مستغنى عنه بأن يقال: لا يَخَفْ (?)؟ قلتُ: الفائدة فيه أنه إذا فُعل ذلك فكأنه قيل: فهو لا يخاف، فكان دالًّا على تحقيق أنَّ المؤمن ناجح لا محالة، وأنه هو المختص بذلك دون غيره".

وعَلَّق السمين على نصَّ الزمخشري بفحوى كلام أبي حيان، قال: "قلتُ: سبب ذلك أنه الجملة تكون اسميَّة حينئذٍ، والاسميَّة أَدَلُّ على التحقيق والثبوت من الفعليَّة".

* وجملتا الشرط في محل رفع خبر المبتدأ، على أَحْسَنِ الأقوال.

* وجملة "مَنْ يُؤْمِنْ. . . " استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب، أو هي استئنافيّة تعليليَّة.

{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)}

وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ:

تقدَّم إعراب مثل هذه الجملة في الآية/ 11 "وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ" وذكر ابن الأنباري (?) أنه معطوف على الهاء في "آمَنَّا بهِ"؛ "على تقدير حذف حرف الخفض لكثرة حذفه مع "أنَّ"، وقد قدَّمنا أن العطف على الضمير المجرور لا يجوز".

وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ:

الواو: حرف عطف. مِنَّا: جارّ ومجرور، متعلِّق بمحذوف خبر مقدَّم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015