4 - مفعول به منصوب على تقدير. أنبت لكم من الأرض النبات.
نقله الشوكاني، وذكره ابن هشام مفعولًا لـ "أنبت"؛ فقد عُدِّي بالهمزة.
وتعقَّب أبو حيان الزمخشري فقال:
"ولا أعقل معنى هذا الوجه الثاني الذي ذكره".
قال السمين: "قلتُ: هذا هو الوجه الذي قدَّمتُه، وهو أنه منصوب بـ "أَنْبَتَكُمْ" على حذف الزوائد. ومعنى قوله: "لتضمُّنه معنى نبتم" أي: أنه مشتمل عليه. غاية ما فيه أنه حذفت زوائده. . . ".
وقال الزجاج: "والمصدر على لفظ أنبتكم إنباتًا، ونباتًا: أبلغ في المعنى".
وقال أبو السعود: "نَبَاتًا: إما مصدر مؤكِّد لأنبتكم بحذف الزوائد، ويسمى اسم مصدر، أو لما يترتب عليه من فعله، أي: أنبتكم من الأرض، فنبتم نباتًا. فيحذف من الجملة الأولى المصدر، ومن الثانية الفعل، اكتفاءً في كُلّ منهما بما ذكر في الأخرى، كما مَرّ في قوله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى} [البقرة/ 108]. وقوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} [يونس/ 107].
- وذكر الشهاب أن النبات يدلُّ على الإنبات، ونبتُّم التزامًا، فضاهى قوله: "فَانفَجَرَتْ" [البقرة/ 60] وهو من بديع البلاغة حيث بنى على غير فعله للتنبيه على تحتم القدرة وسرعة نفاذ حكمها.
* وجملة "أَنْبَتَكُمْ" في محل رفع خبر المبتدأ.
* وجملة "اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ" استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.
{ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)}
ثُمَّ: حرف عطف. يُعِيدُكُمْ: فعل مضارع مرفوع. والفاعل: ضمير مستتر تقديره "هو". والكاف: في محل نصب مفعول به. فِيهَا: جارّ ومجرور، متعلِّق بالفعل قبله. والمعنى: يصيّركم مقبورين.