ورد أبو حيان ما ذكره الزمخشري، وذكر أن ما ذهب إليه من أنّ "بنعمة ربك" متعلِّق بمجنون، وأنه في موضع الحال يحتاج إلى تأمل. . .
3 - وذهب أبو حيان إلى أن "بنعمة ربك" قسَمٌ اعترض بين المحكوم عليه والحكم على سبيل التشديد والمبالغة في انتفاء الوصف الذميم عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وذكر هذا ابن عطية. وذكره الهمداني، وقدّر جواب القسم محذوفًا.
بِمَجْنُونٍ: الباء: حرف جَرٍّ زائد. مَجْنُون: فيه ما يأتي:
1 - خبر "مَا" مجرور لفظًا منصوب محلًا.
2 - خبر المبتدأ "أَنتَ" مجرور لفظًا مرفوع محلًا.
* وجملة (?) "مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ" لا محل لها من الإعراب جواب القسم.
فائدة هذه الآية
1 - ذكر ابن هشام (?) أنّ هذه الآية جواب لقوله تعالى: {وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} الآية/ 6 من سورة الحجر. وذكر مثله الرازي.
وهذا الذي ذكره أخذه من الزجاج. وذكر القرطبي مثل ما ذكره ابن هشام وقد أخذه أيضًا عن الزِّجّاج.
وحجة ابن هشام أن القرآن كالسورة الواحدة فلهذا يذكر الشيء في سورة وجوابه في سورة أخرى.
قلتُ: أَيُعْقَلُ أن يكون بين القول وجوابه ثلاث وخمسون سورة؟ ! !