من بناء "أَفْعَل" مطاوعًا. ولا يتقن نحو هذا إلّا حملة كتاب سيبويه. وإنما "أكبّ"، وكذلك أَقْشع السحاب: دخل في القَشْع، ومطاوع كبَّ وقشَع: انكب وانقشع. . . ".

وتعقَّبه أبو حيان قال (?): "وهذا الرجل كثير التبجح بكتاب سيبويه، وكم من نصّ في كتاب سيبويه عمي بصره وبصيرته [عنه] حتى إنّ الإمام أبا الحجاج يوسف ابن معزوز صنف كتابًا يذكر فيه ما غلط فيه الزمخشري، وما جهله من نصوص كتاب سيبويه".

ونقل السمين (?) النصين، وأغلظ القول لشيخه أبي حيان، قال: "فانظر إلى هذا الرجل، الذي أخذ كلامه الذي أسلفته عنه طرّزتُه عبارته حرفًا بحرف، ثم أخذ يجيء عليه بإساءة الأدب جزاء ما لقّنه تلك الكلمات الرائعة. وجعل يقول: إنّ مطاوع "كبّ" انكب، لا "أكبّ"، وإنما الهمزة في أكبّ للصيرورة، أو للدخول في الشيء. وباللَّه لو بقي دَهْرَه غير مُلَقَّن إيّاها لما قالها أبدًا؛ ثم أخذ يذكر عن إنسان مع أبي القاسم كالسُّها مع القمر أنه غلط في نصوص كتاب سيبويه، اللَّه أعلم بصحتها.

وكم من عائبٍ قولًا صحيحًا ... وآفته من الفهم السقيم

وعلى تقدير التسليم فالفاضل من عُدّت سقطاته".

قلتُ: أبو حيان شيخ السمين، ولم يكن السمين مؤدبًا مع شيخه فلا يعتبنّ على أبي حيان فيما قاله في الزمخشري.

{قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)}

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ:

قُلْ: فعل أمر. والفاعل: ضمير مستتر تقديره "أنت".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015