وذهب (?) بعض العلماء إلى أن المعنى كُرِّر في الجملتين الأخيرتين توكيدًا، ورَدّ هذا الزمخشري فقال: "فإن قلت: أليست الجملتان في معنى واحد؟ قلتُ لا؛ فإنّ معنى الأولى أنهم يتقبلون أوامره، ويلتزمون ولا يأبونها، ولا ينكرونها.

ومعنى الثانية أنهم يؤدُّون ما يُؤْمَرُون به لا يتثاقلون عنه، ولا يتوانون فيه. . . ".

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)}

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا:

إعراب هذه الجملة كإعراب "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" في سورة البقرة الآية/ 104.

وتكرر نداء "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" مرات كثيرة (90 مَرَّة) بين الآية/ 104 من سورة البقرة. والآية/ 8 من سورة التحريم ولم يكن "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا" في القرآن إلا مرة واحدة هو هذا الموضع. و"قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ" مرة واحدة في سورة الكافرون/ 1.

* وجملة "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا" مقول (?) لقولٍ مقدَّر، أي: يقال لهم. . . .

لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ:

لَا: ناهية. تَعْتَذِرُوا: فعل مضارع مجزوم. والواو: في محل رفع فاعل. الْيَوْمَ: ظرف منصوب متعلّق بالفعل قبله.

* والجملة داخلة تحت القول المقدَّر؛ فمحلُها النصب.

إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:

إِنَّمَا: مكفوفة لا عمل لها. تُجْزَوْنَ: فعل مضارع مبني للمفعول مرفوع. والواو: في محلّ رفع نائب عن الفاعل.