- وقالوا: أَنَّى بمعنى: كيف. وذهب ابن عطية إلى أنه يحتمل أن يكون ظرفًا لـ "قَاتَلَهُمُ"، فلا يكون في الكلام استفهام.
وتعقبه أبو حيان فقال: "ولا يصح أن يكون لمجرد الظرف، بل لابُدَّ أن يكون ظرفًا استفهامًا، إمّا بمعنى "أين" أو بمعنى"متى" أو بمعنى "كيف"، أو شرطًا بمعنى "أين".
وعلى هذه التقادير لا يعمل فيها ما قبلها، ولا تتجرد لمعنى الظرفية بحال من غير اعتبار ما ذكرناه، فالقول بذلك باطل".
- ونَصّ ابن عطية: ". . . فيحتمل أن يكون [أَنَّى]، استفهامًا. . . .، ويحتمل أن تكون [أنى] ظرفًا لـ "قَاتَلَهُمُ اللَّهُ" كأنه تعالى قال: قاتلهم اللَّه كيف انصرفوا وصُرِفوا، فلا يكون في القول استفهام على هذا".
- وقال الطبرسي: "أَنَّى: في موضع نصب على الحال بمعنى كيف. . . ويجوز أن يكون في محل النصب على المصدر، والتقدير: أي: إفك يؤفكون.
وقيل: معناه: من أين يؤفكون، أي: يصرفون عن الحق بالباطل. عن الزجاج، فعلى هذا يكون منصوبًا على الظرف".
فائدة في الجزم بـ "إذا"
قال الفراء (?): "من العرب من يَجْزِم بإذا فيقول: إذا تَقُمْ أَقُمْ.
أنشدني بعضهم:
وإذا نطاوِعْ أَمْرَ سادتِنا ... لا يَثْنِنا جُبْنٌ ولا بُخْلُ
وقال آخر [عبد القيس بن خفاف]:
واستغنِ ما أغناك رَبُّك بالغِنى ... وإذا تُصِبْك خصاصةُ فيتحمَّلِ