وذكر السمين ذلك، وقال (?) في قوله: "سَاءَ مَا كَانُوْا يَعْمَلُونَ" يجوز أن تكون الجارية مجرى "بئس"، وأن تكون على بابها، والأول أظهر".

وذكر الزمخشري أن في "سَاءَ" معنى التعجب الذي هو تعظيم أمرهم عند السامعين.

وقال ابن الأنباري: "مَا": فيها وجهان:

أحدهما: أن تكون موصولة في موضع رفع لأنها فاعل "سَاءَ". و"يَعْمَلُونَ" جملة فعليّة صلتها، والعائد محذوف، وتقديره: يعملونه، فحذف الهاء تخفيفًا.

والثاني: أن تكون مصدريّة في موضع رفع أيضًا بـ "سَاءَ"، ولا تفتقر إلى عائد كالموصولة الاسميّة.

وقيل "مَا" نكرة موصوفة في موضع نصب، و"كَانُوْا يَعْمَلُونَ" صفتها، والعائد إلى الموصوف محذوف كما هو محذوف من الصِّلة، إلَّا أنّ الحذف من الصِّلة أقيس من الحذف من الصفة. ومثل هذا النص مثبت عند الهمذاني، ومثله عند مكي.

وزاد مكّي أنّ "مَا" على تقديرها نكرة موصوفة هو للأخفش، ثم نقل عن ابن كيسان: "مَا والفعل مصدر في موضع رفع بـ "سَاءَ". فلا يحتاج إلى هاء محذوفة على قوله".

وقال أبو جعفر النحاس: "و "مَا" في موضع رفع على قول سيبويه، أي: ساء الشيءُ، وفي موضع نصب على قول الأخفش، أي: ساء شيئًا يعملون".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015