أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ:

تقدَّم إعراب مثل هذا في هذه السورة في الآية/ 19.

* * *

فائدة في "أب - ابن"

قال مكي بن أبي طالب (?):

- قوله تعالى: "آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ"، أصل "أب": أبَوٌ، على وزن "فَعَلَ"، دليله قولهم: "أبوان" في التثنية، وحذفت الواو منه لكثرة الاستعمال؛ ولو جرى على أصول الاعتلال والقياس لقلت: "أباك" في الرفع والنصب والخفض، ولقلت: "أبًا"، في الرفع والنصب والخفض، بمنزلة: عصًا وعصَاك. وبعض العرب يفعل فيه ذلك، ولكن جرى على غير قياس الاعتلال في أكثر اللغات، وحَسُن فيه ذلك لكثرة استعماله، وتصرّفه.

فأمّا "ابن" فالساقط [منه] ياءٌ، وهي لام الفعل، وأصله: "بَنَيٌ" مشتق من: بنى يبني، والعِلَّة فيه كالعلَّة في "أب".

و[قد] قيل: إنَّ السَّاقط منه واو؛ لقولهم: "البُنُوَّةُ"، [وهو غلط؛ لأنَّ "البُنُوَّة"] وزنها "الفُعُولَة"، وأصله: "البُنُوَيةُ"، فأدغمت الياء، وهي لام الفعل، في الواو الزائدة، وغلَّبت الواو للضمتين قبلها؛ ولو كانت ضمةً واحدةً لَغُيِّرتْ إلى الكسر، وغُلِّبت الياء، ولكن لو أتى بالياء في هذا لوجب تغيير ضمتين، فيستحيل الكلام.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015