قال: وما ذهب إليه أبو علي ليس بشيء؛ لأنه بنى ذلك على توافق القراءتين، وتركيب إحداهما على الأخرى، وليس كذلك، ألا ترى أنه يكون قراءتان في لفظ واحد ولكل منهما توجيه يخالف الآخر. . .
وهذا كثير في القراءات المتواترة، فكذلك يجوز أن يكون "هُوَ" مبتدأ في قراءة من أثبته وإن كان لم يرد في القراءة الأخرى، ولكل من التركيبين في الإعراب حكم يخصُّه".
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)}
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ:
لَقَدْ: اللام: واقعة في جواب قسم. قَدْ: حرف تحقيق. أَرْسَلْنَا: فعل ماض. نا: ضمير في محل رفع فاعل.
رُسُلَنَا: مفعول به منصوب. نا: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة.
بِالْبَيِّنَاتِ: جارّ ومجرور:
1 - متعلِّق بـ "أَرْسَل".
2 - أو متعلِّق بمحذوف حال من "رُسُلَنَا"، أي: مصحوبين بالبينات.
* والجملة واقعة في جواب قسم مقدَّر؛ فلا محلّ لها من الإعراب.
* وجملة القسم وجوابها استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب.
وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ:
الواو: حرف عطف. أَنْزَلْنَا: فعل وفاعل مثل "أَرْسَلْنَا". مَعَهُمُ: ظرف مكان منصوب، وفي تعلِّقه ما يأتي:
1 - متعلِّق بالفعل "أنزل".