* والجملة "نَقْتَبِسْ" في محل جزم جواب الشرط المقدَّر.
قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُم:
قِيلَ: فعل ماض مبني للمفعول. والنائب عن الفاعل ضمير المصدر، أي: قيل القول، أو الجملة بعده على رأي من يجيز مجيء الجملة فاعلًا.
ارجِعُوا: فعل أمر مبني على حذف النون. والواو: في محل رفع فاعل.
وَرَاءَكُمُ: وفيه ما يأتي (?):
1 - ظرف منصوب متعلِّق بـ "ارْجِعُوا"، أي: أرجعوا إلى الدنيا فالتمسوا نورًا بتحصيل سببه وهو الإيمان، أو ارجعوا خائبين، وتَنَحَّوْا عنا فالتمسوا نورًا آخر. . كذا عند السمين وهذا الوجه هو الظاهر. ولم يرتضه العكبري، أي: التعليق بـ "ارجِعُوا". قال: "لقلّة فائدته؛ لأن الرجوع لا يكون إلّا إلى وراء". وهذا فاسد عند السمين.
قال ابن عطيّة: "ولستُ أعرف مانعًا يمنع أن يكون العامل فيه ارجعوا".
2 - اسم فعل أمر مبني على الفتح، وفيه ضمير مستتر هو الفاعل، أي: ارجعوا رجوعًا. قاله أبو البقاء. وذكره أبو حيان.
وقال: "كقولهم: وراءَك أَوْسَعُ لك، أي: ارجع وراءك تجدْ مكانًا أَوْسَعَ لك".
قال الهمذاني: ". . تأكيد لقوله: "ارْجِعُوا"؛ لأنه أيضًا في معنى "ارجِعُوا"، كأنه قيل: ارجعوا ارجعوا، ففي "وَرَاءَكُمْ" ضمير، وهو من الأسماء التي سُمِّيت بها الأفعال، كما تقول: دَرَاكِ زيدًا، وليس بظرف لقوله: ارْجِعُوا، كما زعم بعضهم، لعدم الفائدة؛ لأن لفظ الرجوع يغني عنه".
فَالْتَمِسُوا نُورًا:
الفاء: حرف عطف. الْتَمِسُوا: فعل أمر مبنيّ على حذف النون. والواو: في محل رفع فاعل. نُورًا: مفعول به منصوب.