{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)}
الواو: حرف عطف. خَلَقَ: فعل ماض. والفاعل: ضمير مستتر تقديره "هو". الْجَانَّ: مفعول به منصوب. مِن مَارِجٍ: جارّ ومجرور متعلق بالفعل "خَلَقَ". مِنْ نَارٍ: جارّ ومجرور، متعلِّق بمحذوف صفة (?) لـ "مَارِجٍ".
* والجملة معطوفة على الجملة السابقة؛ فلها حكمها.
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16)}
تقدَّم إعراب مثلها في الآية/ 13.
قال أبو حيان (?): "والتكرار في هذه الفواصل للتأكيد والتنبيه والتحريك، وهي موجودة في مواضع من القرآن.
وذهب قوم منهم ابن قتيبة إلى أن هذا التكرار إنما هو لاختلاف النعم، فكرر التوقيف في كل واحد منها".
وقال السمين: "توكيد، وُكِّد به كما تقدَّم في قوله: " {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ} [القمر: 17، 23، 32]، وكقوله فيما سيأتي: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 15]. . . "
وقال ابن عطية: "تأكيدًا وتنبيهًا للنفوس، وتحريكًا لها، وهذه طريقة من الفصاحة معروفة، وهي من كتاب اللَّه في مواضع، وفي حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي كلام العرب.
وذهب قوم منهم ابن قتيبة وغيره إلى أن هذا التكرار إنما هو لما اختلفت النعم المذكورة كرَّر التوقيف مع كل واحدة منها، وهذا أحسن، قال الحسين بن الفضل: التكرار لطرد الغفلة والتأكيد".