* جملة "أَضَلَّ" فيها وجهان:
1 - خبر عن المبتدأ "الذين".
2 - أو هي مفسِّرة لا محل لها من الإعراب.
فائدة (?): في الألف الفارقة "صَدّوا"
قال أبو جعفر النحاس:
""وصدّوا" بزيادة ألف بعد الواو، وللنحوين في ذلك ثلاثة أقوال: فمذهب الخليل - رحمه الله - أنّ هذه الألف زيدَتْ في الخط فرقًا بين واو الإضمار والواو الأصلية نحوُ "لو"، فاختيرَت الألف؛ لأنها عند آخر مخرج الواو. وقال الأخفش: لو كتب بغير ألف لقرىء "كَفَرَ وَصَدَّ" فَفُرِقَ بينَ هذه الواو وبينَ واو العطف. وقال أحمد بن يحيى: كُتبَ بألفٍ لِيُفرّقَ بينَ المُضمَرِ المتصل والمنفصل فيُكتَبُ صدّوهم (?) عن المسجد الحرام بغير ألف، ويُكتَبُ صَدّوا هم بألف: كما تقول: قاموا هم. قال أبو جعفر: فهذه ثلاثة أقوال، أصحّها القول الأول؛ لأن قول الأخفش يُعَارَضُ بأنه قد يقال: كَفَرَ وأَفْعَلَ فيقع الإشكال أيضًا/ وقول أحمد بن يحيى في الفرق إنما جعَلَهُ بينَ المُضمريْنِ، وليس يقَعُ في "قاموا" مُضْمَرْ منصوب، فيجب على قوله أن يكتبه بغير ألف، وهو لا يفْعَلُ هذا، ولا أحد غيره. ومذهب الخليل - رحمه الله - مذهب صحيح. وهذا في واو الجمع خاصة، فأما التي في الواحد نحو قولك: هو يرجو فبغير ألف؛ لأنها ليست واو الإضمار، وهي لام الفعل بمنزلة الواو من "لو"، فكتابتها بالألف خطأ، وإن كان بعض المتأخرين قد ذكر ذلك بغير تحصيل، ورأيت أبا إسحاق (?) قد ذكره بالنقصان في النحو، وذكرَ أنه خاطبَهُ فيه".