ووقف الرازي عند قوله (?): "الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ".
فأجاز جعلهما صفة لله، فيكون ذلك حقيقة، وإن جعلناه صفة لكتاب كان ذلك مجازًا، والحقيقة أولى من المجاز، وزيادة القرب توجب الرجحان.
قال أبو حيان (?): "وهذا الذي رَدّد في قوله: "وإن جعلناه صفة للكتاب" لا يجوز لو كان صفة للكتاب لوليه، فكان يكون الترتيب: تنزيل الكتاب العزيز الحكيم من الله، لأن "مِنَ اللَّهِ" إما أن يكون متعلِّقًا بـ "تَنْزِيلُ"، وتَنْزِيلُ: خبر لـ "حم"، أو لمبتدأ محذوف؛ فلا يجوز الفصل به بين الصِّفة والموصوف، لا يجوز: أعجبني ضربُ زيدٍ لسوطٍ الفاضلِ، أو في موضع الخبر، و"تَنْزِيلُ" مبتدأ، فلا يجوز الفصل بين الصفة والموصوف أيضًا، لا يجوز: ضَرْبُ زيدٍ شديدٌ الفاضلِ. والتركيب الصحيح في نحو هذا أن يلي الصفة موصوفها".
{إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (?)}
إِنَّ: حرف ناسخ. فِي السَّمَاوَاتِ: جارٌّ ومجرور متعلِّق بمحذوف خبر.
وَالْأَرْضِ: معطوف على "السَّمَاوَاتِ"، مجرور مثله.
قال أبو حيان (?): "احتمل أن يريد: في خلق السماوات. . .، والظاهر أنه لا يريد التخصيص بالخلق، بل في السماوات والأرض على الإطلاق والعموم. . .".
لَآيَاتٍ: اللام للتوكيد. آيَاتٍ: اسم "إنّ" منصوب.
لِلْمُؤْمِنِينَ: جارّ ومجرور متعلِّق بمحذوف نعت لـ "لِلْمُؤْمِنِينَ"، أي: لآياتٍ كائنةً للمؤمنين.
* والجملة استئنافيَّة (?) لا محل لها من الإعراب.