قال الشهاب: "وجوز أبو البقاء كون جملته خبر مبتدأ محذوف، فلا تتعيّن الحاليّة، وقد قيل: إن الضمير المستتر فيه يعود على المهل، فيكون حالًا منه كما ذكره المُعْرِب. والمصنّف رحمه الله لم يلتفت إليه؛ لأنه لا يناسب المقام؛ إذ المراد أنّ مأكولهم يغلي في بطونهم. وإذا كان حالًا مما شبّه به المأكول لم يفده كما لا يخفى. .، فإن قلت: كيف يكون حالًا من أحدهما وقد منع النحاة مجيء الحال من المضاف إليه في غير صور مخصوصة، ومنعوه من المبتدأ والخبر؟ قلتُ هذا بناءً على جواز مجيء الحال من الخبر، ومن المبتدأ، والمضاف إليه المبتدأ في حكمه. وهذا أحد الصور التي يجيء فيها الحال من المضاف إليه؛ لأنه كالجزء في جواز إسقاطه، كما يعرفه مَن فهمَ تلك المسألة.

وأمّا ما قيل: إنه حال من ضمير أحدهما، والمراد ضمير الشجرة المستتر في قوله: كالمهل، لتأويله بأحدهما من اسمها الظاهر؛ إذ لا وجه له، ولا من ضميرهما؛ إذ لا ضمير لهما، فتكلُّف بارد، وتصرُّف فاسد، والحمل على قول ضعيف أحسن منه".

{كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)}

كَغَلْيِ: جارّ ومجرور. الْحَمِيمِ: مضاف إليه مجرور.

وفي تعلُّق الجارّ ما يأتي (?):

1 - متعلِّق بمحذوف نعت لمصدر محذوف، أي: غليًا كغلي الحميم. ولم يذكر العكبري غيره.

2 - أو متعلِّق بمحذوف حال من ضمير المصدر، أي: تغلي غليًا حالة كونه مُشْبهًا غلي الحميم. ذكره السمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015