وقال ابن الأنباري: "فمن قرأ [أنّ] بالفتح جعلها في موضع نصب بـ: دعا".
وجملة "دَعَا رَبَّهُ" معطوفة على جملة مقدَّرة مستأنفة؛ فلها حكمها.
{فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23)}
فَأَسْرِ: في الفاء وجهان ذكرهما الزمخشري وهما (?):
1 - الأول: إضمار القول بعد الفاء: فقال: أَسْر بعبادي.
قلنا: وعلى هذا تكون الفاء حرف عطف.
قال الشهاب: قوله: فقال، أي: الله لما دعاه والفاء للتعقيب والترتيب، والقول مقدَّر فيه بعد الفاء معطوف على ما قبله".
2 - أو الفاء واقعة في جواب شرط مقدَّر، أي: إن كان الأمر كما تقول فأسرِ بعبادي.
وعقَّب أبو حيان على هذا الوجه بقوله: "وكثيرًا ما يُجيز هذا الرجل حذف الشرط وإبقاء جوابه، وهو لا يجوز إلا لدليل واضح؛ كأن يتقدّمه الأمر، وما أشبهه مما ذكر في النحو على خلاف في ذلك".
قال الشهاب: "أو هو بتقدير قول، والفاء جواب شرط مقدَّر، وهو وجوابه مقول القول المقدَّر مع الفاء".
أَسْرِ: فعل أمر. والفاعل: ضمير مستتر تقديره "أنت". بِعِبَادِي: جارّ ومجرور. والياء: في محل جَرٍّ بالإضافة. والجارّ متعلِّق بالفعل "أَسْرِ".
لَيْلًا: ظرف زمان منصوب.
إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ:
إِنَّ: حرف ناسخ. والكاف: في محل نصب أسم "إنّ". مُتَّبَعُونَ: خبر مرفوع.