وتعقَّبه أبو حيان، فرأى أنه قول متكلَّف جدًا؛ لأن المعادِل إنما يكون مقابلًا للسَّابق، وإن كانت الجملة السَّابقة فعليه كان المعادل جملة فعليَّة، أو جملة اسميّة يتقدَّر منها فعليّة كقوله (?): "أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ" لأن معناه: أم صَمتم، وهنا لا يتقدَّر منها جملة فعليّة؛ لأن قوله: "أَمْ أَنَا خَيْرٌ" ليس مقابلًا لقوله: أَفَلَا تُبْصِرُونَ. . .
وذكر أنه قيل: حذف المعادل بعد أم لدلالة المعنى عليه؛ إذ التقدير: تبصرون، فحذف "تُبْصِرُونَ"، وهذا لا يجوز إلا إذا كان بعد أم "لا" نحو: أيقوم زيد أم لا، تقديره: أم لا يقوم. .، فأمّا حذفه فليس من كلامهم.
وذكر السمين أن هذا فيه رَدّ على سيبويه، فقد أجاز حذف المعادل دون لا. وذكر ابن هشام أنَّ سيبويه امتنع من جعل "أَمْ" متصلة.
5 - وذكر ابن الأنباري عن أبي زيد أنه زعم أن "أَمْ" زائدة، ثم قال: "وليس بشيء".
وذكر هذا الوجه الشوكاني. وابن هشام قال: "ذكره أبو زيد، وقال في قوله تعالى: "أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ" إن التقدير: أفلا تبصرون أنا خير".
أَنَا خَيْرٌ: أَنَا: ضمير في محل رفع مبتدأ. خَيْرٌ: خبر مرفوع. مِنْ هَذَا: جارّ ومجرور، والجارّ متعلِّق بـ "خَيْرٌ". الَّذِي: اسم موصول في محل جَرِّ صفة لاسم الإشارة.
هُوَ مَهِينٌ: هُوَ: ضمير في محل رفع مبتدأ. مَهِينٌ: خبر مرفوع.
* جملة "أَنَا خَيْرٌ" استئنافيَّة لا محل لها من الإعراب.
وذكر الأخفش عن بعضهم أن هذه الجملة بدل من "تُبْصِرُونَ"؛ لأن ذلك كأن عنده بصرًا منهم أن يكون عندهم هكذا.
* جملة "هُوَ مَهِينٌ" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.