إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ:

إِذَا (?): حرف للمفاجأة واقع في جواب "لَمَّا".

- وذهب الزمخشري إلى أن "إِذَا" في محل نصب مفعول به للجواب المقدَّر، وهو العامل في "لَمَّا". كأنه قيل: فلما جاءهم بآياتنا فاجؤوا وقت ضحكهم. فإذا: مفعول به لا ظرف كما ارتضاه الزمخشري.

قال الزمخشري: "وإِذَا: للمفاجأة، فإن قلت: كيف جاز أن يُجاب "لَمَّا" بـ "إِذَا" المفاجأة؟ قلتُ: لأن فعل المفاجأة معها مقدَّر، وهو عامل النَّصب في محلها، كأنه قيل: فلما جاءهم بآياتنا فاجؤوا وقت ضحكهم. .".

وتعقَّبه أبو حيان، فقال: "ولا نعلم نحويًّا ذهب إلى ما ذهب إليه هذا الرجل من أن "إِذَا" الفجائية تكون منصوبة بفعل مقدَّر تقديره: فاجأ، بل المذاهب فيها ثلاثة: مذهب أنها حرف فلا تحتاج إلى عامل، ومذهب أنها ظرف مكان، فإن صُرِّح بعد الاسم بعدها بخبر له كان ذلك الخبر عاملًا فيها نحو خرجت فإذا زيد قائم، فقائم: ناصبٍ لـ "إِذَا". . .، ومذهب أنها ظرف زمان، والعامل فيها الخبر أيضًا. . . وما ادّعاه الزمخشري من إضمار فعل المفاجأة لم يُنْطَق به، ولا في موضع واحد. . .".

ونقل السمين كلام شيخه أبي حيان مُلَخَّصًا، ولم يُعَقِّب عليه بشيء. وذكر الشهاب المسألة، ثم تعقَّب أبا حيان فقال: "فما قيل إن نصبها بفعل المفاجأة المقدَّر هكذا لم يقله أحد من النحاة. لا يُلْتَفَتُ إليه، وتفصيله في شرح المغني".

وذكر ابن هشام المسألة (?) وتعقَّب الزمخشري بكلام شيخه، فقال: "ولا يعرف هذا لغيره"، وجملة النص عنده هو من شيخه أبي حيان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015