القرين والتبرؤ منه. ويكون "أَنَّكُمْ" تعليلًا، أي: لاشتراككم في العذاب كما كنتم مشتركين في سببه، وهو الكفر.

قال السمين: "مضمر، مقدَّره ضمير التمني المدلول عليه بقوله: "يَالَيْتَ بَيْنِي. . ."، أي: لن ينفعكم تمنيكم البُعْد. وبعضهم: لن ينفعكم اجتماعكم. وبعضهم: ظلمكم وجحدكم.

وعبارة من عَبّر بأن الفاعل محذوف مقصوده الإضمار المذكور، لا المحذوف؛ إذ الفاعل لا يُحْذَف إلّا في مواضع ليس هذا منها. . .".

قالوا (?): ويؤيِّد إضمار الفاعل قراءة "إِنَّكُم" بالكسر؛ فهي استئناف مفيد للتعليل.

الْيَوْمَ: ظرف منصوب متعلّق بـ "يَنفَع".

إِذْ: فيه ما يأتي (?):

1 - ذهب الفارسي والزمخشري إلى أنه ظرف مبني على السكون في محل نصب على البدل من "الْيَوْمَ"، والعامل فيهما واحد، وهو "يَنْفَعَكُمُ". ورَدَّ الشيخ أبو حيان هذا الوجه إذا بقيت "إِذ" على موضوعها للزمان الماضي، فإن جُعِلت للزمان مطلقًا جاز، وتعقَّب السمينُ شيخه بأنه لم يُعْهَد في "إِذ" أن تكون لمطلق الزمان، بل هي موضوعة لزمان خاص بالماضي كـ "أمسِ".

2 - القول الثاني: أنّ في الكلام مضافًا محذوفًا، والتقدير: بعد إذ ظلمتم. ذكره العكبري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015