{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)}

ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ:

ذَلِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. واللام: للبُعد. والكاف: للخطاب. وفيه إشارة إلى ما أعده الله للمؤمنين من الكرامة.

الَّذِي: فيه ما يأتي (?):

1 - اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ.

2 - حرف مصدري ذهب إلى هذا الزمخشري، حيث قال: "ذلك التبشير الذي يبشره الله عباده".

وتعقَّبه أبو حيان، فقال: "ولا يظهر هذا الوجه؛ إذ لم يتقدَّم في هذه السورة لفظ البشرى، ولا ما يدل عليها من تبشير أو شبهه، ومن النحويين من جعل الذي مصدرية حكاه ابن مالك عن يونس، وتأوَّل عليه هذه الآية، أي: ذلك تبشير الله عباده.

وليس بشيء؛ لأنه إثبات للاشتراك بين مختلفي الحَدّ بغير دليل، وقد ثبتت اسمية "الَّذِي"، فلا يُعْدَل عن ذلك بشيء لا يقوم به دليل ولا شبهه".

ونقل السمين نصّ الزمخشري وتعقيب شيخه.

وتعقَّب الشهاب أبا حيان، فقال: "ويكفي في الدلالة على المصدر ذكر فعله بعده؛ فإن الإشارة قد تكون لما بعده كما مَرّ في "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" [سورة البقرة: 143] ونحوه؛ فلا حاجة لقول أبي حيان إنه لم يتقدّم في هذه السورة لفظ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015