- ذكر "قَرِيبٌ" مع أنه صفة لمؤنث، لأن "السَّاعَةَ" في معنى الوقت أو البعث. أو على معنى النسب، أي: ذات قرب، أو على حذف مضاف، أي: مجيء الساعة.

وقيل: للفرق بينها وبين قرابة النسب.

وقيل: لأن تأنيثها مجازي. قاله مكي. قال: "وقيل: ذُكِّر لأن التأنيث غير حقيقي". وتعقبه السمين فقال:

"وليس بشيء؛ إذ لا يجوز: الشمس طالع، ولا القِدْرُ فائر. . .".

وما ذكره مكي ذكر مثله الزجاج.

وذهب الكسائي إلى أنه لم يقل قريبة لأن ما كان على معنى فعيل يستوي فيه المذكور والمؤنث والواحد والجمع.

- وقال أبو عبيدة: "لم يجئ مجازها على صفة التأنيث، فيقول: إن الساعة قريبة، والعرب إذا وصفوها بعينها كذلك يصنعون، وإذا أرادوا ظرفًا لها، أو أرادوا بها الظرف جعلوها بغير الهاء، وجعلوا لفظها لفظًا واحدًا في الواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى، تقول: هما قريب، وهي قريب".

- وقال أبو حيان بعد حديثه عن "قَرِيبٌ" (?):

"و"لَعَلَّ السَّاعَةَ" في موضع معمول "وَمَا يُدْرِيكَ" وتقدّم الكلام على مثل هذا في قوله في آخر الأنبياء: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ} [الآية: 111] ".

وفي الجلالين (?): "ولعل: معلِّق للفعل عن العمل، وما بعده سَدّ مَسَدّ المفعولين".

قال الجمل (?): "قوله: "وما بعده"، أي: بعد الفعل، وهو "يُدْرِيكَ"، والذي بعده جملة "لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ"، يعني والمفعول الأول هو الكاف، فهذا الفعل متعدٍّ لثلاثة؛ لأنه مضارع "أدرى" المتعدّي لها بالهمزة. اهـ. شيخنا".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015