قال أبو حيان: "والظاهر أن "ظَنُّوا" مُعَلَّقة، والجملة المنفيَّة في موضع مفعولَيْ "ظَنُّوا".
وقيل: تم الكلام عند قوله: "وَظَنُّوا"، أي: وترجَّح عندهم أن قولهم: "مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ" منجاة لهم أو أمر يُمَوِّهون به. والجملة بعد ذلك مستأنفة، أي: [ما] يكون لهم منجا أو موضع روغان".
وذكر الهمذاني أن الوقف على "ظَنُّوا" فيه حذف المفعولين على معنى وضل عنهم ما كانوا يعبدونهم وظنوهم آلهة، ثم استأنف.
وذهب العكبري (?) إلى أن مفعولي "ظن" أغنى عنهما: و"مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ".
* جملة "وَظَنُّوا" معطوفة على جملة "ضَلّ"؛ فلها حكمها.
{لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49)}
لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ:
لَا: نافية. يَسْأَمُ: فعل مضارع مرفوع. الْإِنْسَانُ: فاعل مرفوع.
مِنْ دُعَاءِ: جارّ ومجرور. متعلِّق بـ "يَسْأَمُ". الْخَيْرِ: مضاف إليه مجرور.
قالوا (?): دُعَاءِ: مصدر مضاف إلى مفعوله، والفاعل ضمير أي: "هو".
قال ابن الأنباري (?): "أي: لا يسأم الإنسان من دعائِهِ اللهَ بالخير، فحذف الفاعل والمفعول الأول، والباء من المفعول الثاني، وأضاف المصدر إلى المفعول الثاني".
* والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب.