أما الهمذاني، فقد جعل "آذَن" متعديًا لمفعولين، وجملة النفي هي المفعول الثاني.
وقال العكبري: "قوله تعالى: آذَنَّاكَ: هذا الفعل يتعدّى إلى مفعول بنفسه، وإلى آخر بحرف جر. وقد وقع النفي وما في حَيّزه موقع الجارّ والمجرور".
2 - وذهب أبو حاتم إلى أن الوقف على "آذَنَّاكَ"، ثم يبتدأ: مَا مِنَّا. .؛ ولهذا تكون الجملة مستأنفة. نقل هذا العكبري، وذكره السمين.
قال السمين: "وجَوّز أبو حاتم أن يوقف على "آذَنَّاكَ". . . ويبتدأ بالنفي بعدها على سبيل الاستئناف".
{وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)}
وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ:
الواو: حرف عطف أو للحال. ضَلّ: فعل ماض. عَنْهُمْ: جارّ ومجرور متعلِّق بـ "ضَلّ".
مَا: فيها ما يأتي:
1 - اسم موصول في محل رفع فاعل.
2 - حرف مصدري. والمصدر المؤول في محل رفع فاعل، أي: ضلّ عنهم دعاؤهم فيما تقدَّم الأصنام.
3 - أو هي نكرة بمعنى شيء. في محل رفع فاعل، وهو كناية عن الأصنام.
كَانُوا: فعل ماض ناقص. والواو: في محل رفع اسم "كان".
يَدْعُونَ: فعل مضارع مرفوع. والواو: في محل رفع فاعل.
والمفعول محذوف، أي: يَدْعونه، وهو العائد على الوجهين: الأول والثالث في "ما".
مِنْ قَبْلُ: جارّ ومجرور، متعلِّق بـ "يَدْعُونَ"، أو بمحذوف حال من فاعله.