وتعقَّبه السمين فقال: "وفيه نظر من وجهين:

أحدهما: أنّ المخفَّفة لا تقع بعد فعل إلَّا من أفعال اليقين.

الثاني: أن الخبر في باب "إنّ وأخواتها" لا يكون طلبًا، فإنْ وَرَد منه شيء أُوِّل. . .".

2 - الوجه الثاني أنها "أَنْ" الناصبة للمضارع، على إضمار القول.

* والجملة بعدها صلة الموصول الحرفي.

ووُصِلَت "أن" بجملة النهي كما تُوْصَلُ بالأمر، نحو: كتبت إليه بأنْ قُم.

3 - أَنْ: حرف تفسير بمعنى: أَيْ؛ لأن مجيء الرسل إليهم يتضمَّنُ معنى القول، أي: جاءتهم مخاطِبةً.

أَلَّا تَعْبُدُوا: يجوز على الأوجه الثلاثة السابقة في "أَنْ" ما يلي في "لَا":

1 - لَا: ناهية. وتَعْبُدُوا: فعل مضارع مجزوم. وعلامة جزمه حذف النون. والواو: في محل رفع فاعل.

2 - لَا: نافية وهذا على الوجه الثاني في "أَنْ" وهو كونها ناصبة مصدرية. وتَعْبُدُوا: فعل مضارع منصوب بـ "أنْ". وذهب إلى هذا الحوفي.

وذكر أبو حيان أنّ الحوفي لم يذكر غيره.

قال السمين: "فإنّ "لَا" النافية لا تمنع العامل أن يعمل فيما بعدها، نحو: جئتُ بلا زيدٍ، ولم يذكر الحوفي غيره".

إِلَّا اللَّهَ: إِلَّا: أداة حصر. اللَّهَ: لفظ الجلالة مفعول به منصوب.

* وجملة "تَعْبُدُوا. . ." فيها ما يلي:

1 - صلة موصول حرفي لا محل لها من الإعراب. على جعل "أَنْ" ناصبة.

2 - أو جملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب على جعل "أَنْ" للتفسير.

3 - تقدَّم ما ذكره أبو حيان من أنها خبر "أَنْ" المخففة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015