الكوفيون أنّ كُلّ ما لا ينصرف فإنه يجوز أَنْ ينصرف إلّا "أفعل من كذا" فإنه لا يجوز صرفه بوجه في شعر ولا غيره إذا كانت معه "مِن". قال أبو العباس: ولو كانت "مِن" المانعة من صرفه لوجب أَنْ. لا يقال: مررتُ بخير منك وشر منك ومن عمرو".
فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ:
تقدَّم إعراب مثل هذه الجملة في الآية/ 50 من سورة الزمر، وكرَّر العلماء هنا الحديث في "مَا" لموضعين:
- "ما" الأولى (?):
نافية، أو استفهاميَّة.
قال السمين: "يجوز في "مَا" أن تكون نافية واستفهاميَّة بمعنى النفي. ولا حاجة لذلك".
وذكر أبو حيان أنها نافية شرطية. كذا! ، واستفهاميَّة في معنى النفي.
وهي في محل نصب بالفعل "أَغْنَى".
- "ما" الثانية (?):
اسم موصول، أو حرف مصدري.
قال السمين: "يجوز أن تكون "مَا" مصدريّة، ويجوز أن تكون بمعنى "الذي"، فلا عائد على الأول، وعلى الثاني هو محذوف أي: يكسبونه، وهو فاعل بأغنى على التقديرين" (?).