وفي فاعل "كَبُرَ" ما يأتي (?):
1 - ضمير عائد على "حال" المضاف إلى "الَّذِينَ" وهو الوجه السابع مما تقدَّم.
2 - ضمير يعود على "جدال" المفهوم من "يُجَادِلُونَ". وهو الوجه الثامن مما تقدَّم.
3 - ذهب الزمخشري إلى أن الفاعل هو الكاف في "كَذَلِكَ"، قال: وفاعل "كَبُرَ" قوله: كذلك، أي: كبر مقتًا مثلُ ذلك الجدال. .".
وتعقَّبه أبو حيان فقال: ". . . فَجَعَل الكافَ اسمًا فاعلًا بـ "كَبُرَ"، وذلك لا يجوز على مذهب البصريين إلّا الأخفش، ولم يثبت في كلام العرب، أعني نثرها - جاء في كزيد، تريد: مِثلُ زيد، فلم تثبت اسميتها، فتكون فاعلة".
4 - الفاعل محذوف، ذكره الزمخشري. قال: "ومن قال: كبر مقتًا عند الله جدالُهم، فقد حذف الفاعل، والفاعل لا يَصِحُّ حذفه".
قال أبو حيان: ". . . فإنّ قائل ذلك هو الحوفي، والظنُّ به أنه فسّر المعنى، ولم يرد الإعراب. . .".
قال أبو حيان بعد ذكر توجيه الحوفي السَّابق: "وأما تفسير الإعراب أنّ الفاعل بـ "كَبُرَ" ضمير يعود على الجدال المفهوم من "يُجَادِلُونَ"، كما قالوا (?): "من كَذَب كان شرًا له"، أي: كان هو، أي: الكذب المفهوم من "كذب".
وهذا الذي نقلناه عن أبي حيان هو الوجه الثاني المتقدِّم.