تدّعي العجم أنه في العربية شيخ العرب والعجم، ولما كان الفصل بين المصدر ومعموله بالخبر لا يجوز قدّرنا العامل فيه مضمرًا، أي: مقتكم إذ تدعون".
قال السمين: "قلت: ومثل هذا لا يخفى على أبي القاسم، وإنما أراد أنه دال على ناصبه، وعلى تقدير ذلك فهو مذهب كوفي. . .، وهذا الرد سبقه إليه أبو البقاء. . . فمن ثم أخذه الشيخ".
4 - وذهب الحسن إلى أنّ العامل في "إِذْ" "في الآخرة" وهو مقدَّر أي: يُنادَوْن في الآخرة. . .
وضعَّفه الشيخ أبو حيان بأنه يبقى "إِذْ تُدْعَوْنَ" مُفْلتًا من الكلام لكونه ليس له عامل مقدَّم، ولا ما يُفَسِّر عاملًا، فإذا كان المقت في الدنيا أمكن أن يُضمر له عامل تقديره مقتكم.
قال السمين: "قلتُ، وهذا التجري (?) على مثل الحسن يُهَوِّن عليك تجرِّيه على الزمخشري ونحوه".
5 - معمول لقوله: "تُدْعَوْنَ" ذكره الهمذاني، وغيره. وهو مردود؛ لأن المضاف إليه لا يعمل في المضاف.
6 - ووجدتُ وجهًا سادسًا في الكشاف وهو التعليل، قال: "وقيل: معناه لمقت الله إياكم الآن أكبر من مقت بعضكم لبعض كقوله تعالى: {يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [العنكبوت: 25] و"إِذْ تُدْعَوْنَ" تعليل". ومثل هذا عند أبي السعود.
تُدْعَوْنَ: فعل مضارع مبني للمفعول. والواو: في محل رفع نائب عن الفاعل. إِلَى الْإِيمَانِ: جارّ ومجرور، متعلِّق بالفعل "تُدْعَوْنَ".