وتقدَّم الخلاف في اجتماع همزة الاستفهام مع الفاء في الآية/ 44 من سورة البقرة "أَفَلَا تَعْقِلُونَ".
وسَمَّوْا ألف الاستفهام هنا ألف التوقيف. وسماه السمين: استفهام توقيف.
مَنْ: فيها وجهان (1):
1 - اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف.
- وقدَّره العكبري بقوله: "كمن نجا".
- وقدّره الزمخشري بقوله: ". . فأنت تخلِّصه. . . وإنما جاز حذف
فأنت لأن "أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ" يدلُّ عليه".
وهذا الوجه هو الظاهر عند كثير من العلماء.
2 - مَنْ: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ، وجواب الشرط "أَفَأَنْتَ"، وأعيدت الهمزة لتوكيد معنى الإنكار. وبدأ الزمخشري بهذا الوجه.
قال الحوفي: "وجيء بألف الاستفهام [أي: في الجواب] لما طال الكلام توكيدًا، ولولا طوله لم يجز الإتيان بها؛ لأنه لا يصلح في العربية أن يؤتى بألف الاستفهام في الاسم، وألف أخرى في الجزاء".
قال أبو حيان: "وعلى هذا القول [الشرط] يكون قد اجتمع استفهام وشرط على قول الجماعة إنّ الهمزة قُدِّمت من تأخُّر، فيجيء الخلاف بين سيبويه ويونس: هل الجملة الأخيرة: هي للمستفهم عنها؛ أو هي جواب الشرط، وعلى تقدير الزمخشري لم تدخل الهمزة على اسم الشرط فلم يجتمع استفهام وشرط؛ لأنّ الاستفهام عنده دخل على الجملة المحذوفة، وهو: أأنت مالك أمرهم، و"فمن" معطوف على تلك الجملة المحذوفة، عطفت جملة الشرط على جملة الاستفهام. . .".
ومثل هذا عند السمين نقله عن شيخه، ولم يَعْزُه له.