وتناول أبو حيان والسمين وبعض المعربين "ثم" بالحديث فقالوا (?):
1 - هي على بابها من الترتيب بمهلة؛ وذلك أنه يُرْوى أنه تعالى أخرجنا من ظهر آدم كالذّرّ، ثم خلق حواء بعد ذلك بزمان.
2 - أنها على بابها، ولكن لأمر آخر، وهو أن يعطف بها ما بعدها على ما فُهم من الصِّفة في قوله "واحدة"، والتقدير: من نفس وَحَدَت، أي: انفردت، ثم جعل منها زوجها.
3 - أنها للترتيب في الإخبار لا في الزمان الوجودي. كأنه قيل: كان من أمرها قبل ذلك أن جَعَل منها زوجها.
4 - أنها للترتيب في الأحوال والرتب، فذكر الزمخشري أنهما آيتان من الآيات التي عدّدها دالًّا على وحدانيته وقدرته، فخلق آدم، ثم خلق حواء من قصيراه، إلا أنّ إحداهما جعلها عادة مستمرة، والأخرى لم تجر العادة بها، ولم تخلق أنثى غير حواء من قصيرى الرجل، فعطفها بـ "ثُمَّ" على الآية الأولى للدلالة على مباينتها فضلًا ومزيّة وتراخيها عنها، فهي من التراخي في الحال والمنزلة، لا في التراخي والوجود.
كذا جاءت هذه المعاني في الدر فاختصرنا منه ما ترى، فَخُذْ، أو دَعْ.
وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ:
الواو: حرف عطف. أَنْزَلَ: فعل ماض. والفاعل: ضمير تقديره "هو". لَكُمْ: جارّ ومجرور. متعلِّق بـ "أَنْزَلَ". "مِنَ الْأَنْعَامِ": جارّ ومجرور متعلِّق بمحذوف حال من "ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ". ثَمَانِيَةَ: مفعول به منصوب. أَزْوَاجٍ: مضاف إليه مجرور.
* والجملة معطوفة على جملة (?) "خَلَقَكُمْ" الاستئنافيَّة؛ فلهذه الجملة حكمها؛ فلا محل لها من الإعراب.