فهو على هذا قدَّر مفعولًا محذوفًا لاسم الفاعل مما يقتضيه السِّياق.
وقال ابن عطيّة: "و"الصَّافُّونَ" معناه الواقفون صفوفًا". وسيأتي في التعليق على الآية الثانية أنه يجوز ألا يُراد المفعول البتة.
{وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)}
إعراب هذه الآية كإعراب الآية السابقة.
وقال أبو حيان (?): "أي: المُنَزِّهون الله عمّا نَسب إليه الكفرة، أو المنزِّهون بلفظ التسبيح، أو المصلّون".
قال الجمل (?): "وفي كلامه [أي: الجلالين] إشارة إلى أن مفعول "الصَّافُّونَ" و"الْمُسَبِّحُونَ" يكون مرادًا، ويجوز ألا يُراد البتة. . .".
{وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ (167)}
الواو: استئنافيَّة. إِنْ (3): مخفَّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وهو محذوف. واللام: في "لَيَقُولُونَ" هي الفارقة بين "إِنْ" المخففة، و"إِنْ" النافية.
وذهب الكوفيون إلى أنّ "إِنْ" بمعنى "ما"، واللام في "لَيَقُولُونَ" هي بمعنى "إلّا".
قلنا: ويجوز أن تكون "إِنْ" مخفَّفة من الثقيلة مهملة لا عمل لها.
كَانُوا: فعل ماض ناقص. والواو: اسمها؛ فهو في محل رفع.
لَيَقُولُونَ: اللام: هي الفارقة، أو بمعنى "إلّا" على الخلاف المتقدِّم.