وقالوا: في الفاء في هذه الآيات (?): إنها إمّا أن تكون لترتيب الصِّفات أنفسها في الوجود، أو لترتيب موصوفاتها في الفضل. كقولك: خُذِ الأفضلَ فالأفضلَ، واعمل الأحسنَ فالأجملَ. وأمّا ترتيب الموصوفات فكقولك: رحم الله المحلِّقين فالمُقَصِّرين.

قال أبو السعود: "ثم إنّ هذه الصفات أُجريت على الكُلِّ، فعطفها بالفاء للدلالة على ترتبها في الفضل، إمّا بكون الفضل للصَّفّ ثم للزجر ثم للتلاوة، أو على العكس. وإن أجريت كل واحدة منهن على طوائف معينة فهو للدلالة على ترتب الموصوفات في الفضل، بمعنى أن طوائف الصّافات ذوات فضل، والزاجرات أفضل، والتاليات أَبْهَر فضلًا. . .".

{إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4)}

إِنَّ: حرف ناسخ. إِلَهَكُمْ: اسم "إِنَّ" منصوب. والكاف: ضمير متصل في محل جَرٍّ بالإضافة. لَوَاحِدٌ: اللام هي المزحلقة أو المزحلفة. فهي للتأكيد.

وَاحِدٌ: خبر "إِنَّ" مرفوع.

* والجملة (?) لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب القَسم.

قال أبو السّعود (?): ". . . والجملة تحقيق للحق الذي هو التوحيد بما هو مألوف من كلامهم من التأكيد القَسَمي".