قال النحاس: ". . . وإن كان سيبويه قد أومأ إلى بعض هذا، فجعل "أَنَّهُمْ" بدلًا من "كَمْ". وقد رَدّ عليه محمد بن يزيد هذا أشدَّ رَدِّ. . .".
2 - بَدَلٌ من الجملة قبله. قال الزجاج: "وأنهم: بَدَل من معنى: "أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا"، والمعنى ألم يروا أن القرون التي أهلكنا أنهم لا يرجعون".
قال أبو حيان: "وليس بشيء؛ لأنه ليس بَدَلًا صناعيًا، وإنما فَسَّر المعنى: ولم يلحظ صنعة النحو".
3 - ذهب الزمخشري إلى أنها بدَلَ من "كَمْ أَهْلَكْنَا" على المعنى، لا على اللفظ، تقديره: ألم يروا كثرة إهلاكنا القرون من قبلهم كونَهُم غير راجعين إليها.
4 - الجملة بَدَل من موضع "كَمْ أَهْلَكْنَا"، والتقدير: ألم يروا أنهم. قال هذا أبو البقاء.
ورد أبو حيان هذا الوجه بأن "كَمْ أَهْلَكْنَا" ليس بمعمول لـ "يَرَوْا". قال السمين معقِّبًا على شيخه: "قلتُ: قد تقدَّم أنها معمولة لها على معنى أنها معلِّقة لها".
5 - ذهب الفراء إلى أن "يَرَوْا" عامل في الجملتين من غير إبدال، قال: "أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ: فُتحت ألفها؛ لأن المعنى ألم يروا أنهم إليهم لا يرجعون".
قال السمين: ". . . ولم يبيّن كيفية العمل. وقوله: الجملتين تجوُّز؛ لأنّ "أَنَّهُمْ" ليس بجملة لتأويله بالمفرد إلّا أنّه مشتمل على مُسْنَد ومُسْنَد إليه".
قلت: لم أجد عند الفراء التصريح بالجملتين على النحو الذي ذكره السمين! !
6 - والوجه السادس أنّ "أَنَّهُمْ" معمول لفعل محذوف دَلّ عليه السّياق، والمعنى: وقضينا، وحكمنا أنهم إليهم لا يرجعون.
* وجملة "كَمْ أَهْلَكْنَا" فيها ما يلي (?):
1 - معمولة للفعل "يَرَوْا" على أنه عُلِّق عن العمل في اللفظ، و"أَنْ" وصلتها