وذهب ابن عطية (?) إلى أن "مَا لَمْ تَكُونُوا" بدل من "مَا" في "كَمَا"، وهذا عند أبي حيان (?) تخريج ممكن، وأحسن منه عنده أن يكون "مَا لَمْ تَكُونُوا" بدلًا من الضمير المحذوف في "عَلَّمَكُمْ" العائد على الموصول؛ إذ التقدير: عَلَّمكموه.

{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240)}

وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ: الواو: استئنافيّة. الَّذِينَ: في إعرابه ما يأتي (?):

1 - اسم موصول مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ، وخبره محذوف والتقدير: والذين يتوفون يوصون وصية. وهذا هو الوجه الأقوى.

2 - فاعل لفعل محذوف تقديره: وَلْيُوْصِ الذين. وذهب إلى هذا العكبري.

3 - مرفوع بفعل محذوف يتعدى لاثنين، فهو نائب عن الفاعل، والتقدير: وأُلْزِم الذين يُتَوَفَّون، ويكون نصمب وصية على أنَّه مفعول ثان. وهذا والذي قبله للزمخشري.

والرأي الأول هو الراجح لأنه في الموضع الثاني والثالث على إضمار فعل، وليس هذا من مواضع الإضمار، وهذا ما ذهب إليه أبو حيان، وتبعه عليه تلميذه السمين.

* وجملة "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ. . . " استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.

يُتَوَفَّوْنَ: فعل مضارع مبنيّ للمفعول مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون. والواو: ضمير في محل رفع نائب عن الفاعل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015