والتقدير عند العكبري: فعليكم نصف ما فرضتم إلَّا في حال العفو.

وذكر أبو حيان أن سيبويه منع أن تقع "أَن" وصلتها حالًا، وعلى هذا يمتنع عنده أن يكون الاستثناء متصلًا، ويتعين أن يكون منقطعًا.

فائدة (?)

يستطرد المعربون وبعض المفسرين في هذا الموضع إلى بيان الفرق بين: النساء يعفون - الرجال يعفون.

أما الأول: فالفعل: يعفو. اتصلت به نون النسوة، ولم يحذف من الفعل شيء، ووزنه يَفْعُلْن.

وأما الثاني: فالفعل: "يعفو" اتصل به ضمير رفع والنون بعدها، وصار من الأفعال الخمسة، وصورته يَعْفُو + ون. وفي هذه الحالة تحذف لام الكلمة وهي الواو الأولى، ويصبح الفعل: يعفون، ووزنه يفعون، بحذف اللام من الميزان.

وعلة الحذف أن الواو الأولى في يَعْفُوُون محركة بالضمة، واستثقلت هذه الضمة على الواو فحذفت الضمة، فالتقى ساكنان: واو الفعل وواو الضمير، فحذفت واو الفعل، ولم تحذف واو الضمير؛ لأنها دخلت لمعنى، والواو الأصلية لَمْ تدخل لمعنى فكان حذفها أولى.

* * *

أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ: أَوْ: حرف عطف، وفي معناه وجهان:

1 - أنه يفيد التنويع.

2 - أو يفيد التخيير.

يَعْفُوَا: فعل مضارع معطوف على يَعْفُونَ: قبله منصوب مثله. قال الزمخشري: "عطف على محله". الَّذِي: اسم موصول مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل. بِيَدِهِ: جار ومجرور، والهاء: في محل جر بالإضافة. والجار متعلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015