أ - إلا مانعًا للناس من الكفر.
ب - إلا جامعًا للناس في الإبلاغ والإنذار.
والمعنى الأول متسق مع المعنى اللغوي لـ "كفّ" الذي هو المنع.
2 - "النَّاسِ" وردّ الزمخشري هذا الوجه فقال: "ومن جعله حالًا من المجرور متقدمًا عليه فقد أخطأ؛ لأن تقدّم حال المجرور عليه في الإحالة بمنزلة تقدّم المجرور على الجار. . .".
ونقل أبو حيان أن أبا علي وابن كيسان وابن برهان وابن مالك ذهبوا إلى جواز ذلك.
ومن أمثلة أبي علي: زيد خير ما يكون خير منك، والتقدير: زيد خير منك خير ما يكون، فجعل "خير ما يكون" حالًا من الكاف في "منك" وقدمها عليه، كما أن ابن عطية حمل هذا التقديم على الاهتمام.
ثانيًا: صفة لمصدر محذوف، أي: إلا إرسالة كافة، وكافة على هذا معناها عامة، قاله الزمخشري.
وردّه أبو حيان محتجًا بأن (كَافَّةً) بمعنى (عامة) لا تكون إلا حالًا؛ وعدّ ابن هشام ذلك وهمًا وقع فيه الزمخشري محتجًا بأن "كافة" مختص بالعاقل، والزمخشري أخرجه عن ذلك، وعن التزام الحالية فيه.
والوجه عندنا الحال من الكاف في "أَرْسَلْنَاكَ".
بمعنى: إلا مانعًا للناس من الكفر، والحال من "النَّاسِ" غير بعيد.
لِلنَّاسِ: متعلقان بـ:
1 - "كَافَّةً". 2 - "أَرْسَلْنَاكَ"، واللام: بمعنى "إلى"، أو "لأجل".
* وجملة: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً" استئنافيّة.
بَشِيرًا: حال من الكاف في "أَرْسَلْنَاكَ". وَنَذِيرًا: معطوف على "بشيرًا" منصوب مثله.