وقع من الحوادث ورَدّ الله .. إلخ، وإما على "أَرْسَلْنَا" وقد وسّط بينهما بيان كون ما نزل بهم واقعة طامة تحيرت بها العقول والأفهام، وداهية تامة تحاكت منها الركب وزلت الأقدام، وتفصيل ما صدر عن فريقي أهل الإيمان وأهل الكفر والنفاق من الأحوال والأقوال لإظهار عظم النعمة وإبانة خطرها الجليل ببيان وصولها إليهم عند غاية احتياجهم إليها، أي: فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها، ورددنا بذلك الذين كفروا، والالتفات إلى الاسم الجليل؛ التربية المهابة وإدخال الروعة .. ".
* وجملة: "كفَرُوْا ... " لا محل لها؛ صلة الموصول.
لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا:
لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب. يَنَالُوا: فعل مضارع مجزوم، والواو: في محل رفع فاعل. خَيْرًا: مفعول به منصوب.
- وفي جملة: "لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا" ما يأتي (?):
1 - في محل نصب حال ثانية من "الَّذِينَ كَفَرُوا"، أي: غير ظافرين.
2 - في محل نصب حال من الضمير في "بِغَيْظِهِمْ"، فهي حال متداخلة.
3 - بدل من جملة: "رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا".
4 - استئنافية لا محل لها.
قال الزمخشري: ""لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا" غير ظافرين، وهما حالان بتداخل أو تعاقب، ويجوز أن تكون الثانية بيانًا للأولى أو استئنافًا".
وردّ أبو حيان البيان والأستئناف: "ولا يظهر كونها بيانًا للأولى، ولا للاستئناف، لأنها تبقى كالمفلتة مما قبلها"، أما تلميذه السمين فقال: "ولا يظهر البيان إلا على البدل، والاستئناف بعيد".
والوجه عندنا الأول، والله أعلم.