أَلْفَ: ظرف زمان منصوب متعلق بـ "لَبِثَ". سَنَةٍ: مضاف إليه مجرور.
إِلَّا: أداة استثناء. خَمْسِينَ: منصوب على الاستثناء، وعلامة نصبه الياء، والعامل فيه (?) الفعل قبله بتقدير "إِلَّا"، وعند المبرّد قامت "إِلَّا" مقام "استثني" فعملت عمله، وذهب الفرّاء إلى أن "إِلَّا" مركبة من "إنّ" و"لا"، فتنصب في الإيجاب اعتبارًا بـ "إنّ"، وترفع في النفي اعتبارًا بـ "لا".
والاستثناء من الألف استُدِل به على جواز الاستثناء من العدد.
جاء في إعراب النحاس (?): قال أبو إسحاق: " ... وكذلك رؤوس الأعداد تشبّه بالجماعات، تقول: عندي عَشَرة، فجائز أن تكون ناقصة، وجائز أن تكون تامة، فإذا قلت: عندي عشرةٌ إلَّا نصفًا أو عشرةٌ كاملة أعلمت تحقيقها، وكذلك إذا قلت: لبث ألفًا إلَّا خمسين، فهو كقولك: عَشَرةٌ إلَّا نصفًا؛ لأنك استعملت الاستثناء فيما كان أملك بالعشرة من التسعة؛ لأن النصف قد دخل في باب العاشر، ولو قلت: عَشَرة إلَّا واحدًا أو إلَّا اثنين، كان جائزًا وفيه قبح؛ لأن تسعة وثمانية يؤدي عن ذلك العدد، ولكنه جائز من جهة التوكيد إنّ هذه التسعة لا تزيد ولا تنقص؛ لأن قولك: عشرة إلَّا واحدًا قد أخبرت بحقيقة العدد فيه ... ".
وفي الفريد (?): "ولا يستثنى من العدد إلَّا أقلّ من النصف عند أكثر النحويين".
عَامًا: تمييز منصوب.
قال السمين الحلبي (?): "وقد روعيت - هنا - نكتة لطيفة، وهو أن غاير تمييزي العددين، فقال في الأول "سَنَةِ"، وفي الثاني "عَامًا" لئلا يثقل اللفظ، ثم إنه خصّ لفظ العام الخمسين إيذانًا بأن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - لما استراح منهم بقي في زمن حسَن، والعرب تعبّر عن الخصب بالعام، وعن الجدب بالسنة".