قال أبو حيان: "ويظهر أن جواب الشرط محذوف، أي: من كان يرجو لقاء الله فليبادر بالعمل الصالح الذي يحقق رجاءه، فإن ما أجَّله الله تعالى من لقاء جزائه لآت"، ومثل هذا عند السمين الحلبي وأبي السعود وابن هشام.
وعند العكبري فإن جملة "إِنَّ أَجَلَ ... " هي جواب الشرط؛ فقد قال أبو البقاء: "مَن" شرط، والجواب: "فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ ... "، والتقدير: لآتيه.
وكذلك في الفريد، وفي الكشاف: "فإن قلت: فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ، كيف وقع جوابً للشرط؟ قلت: إذا عُلِم أن لقاء الله عنيت به تلك الحال الممثلة والوقت الذي تقع فيه تلك الحال هو الأجل المضروب للموت، فكأنه قال: من كان يرجو لقاء الله فإن لقاء الله لآت؛ لأن الأجل واقع فيه اللقاء، كما نقول: من كان يرجو لقاء الملك فإن يوم الجمعة قريب إذا علم أنه يقعد للناس يوم الجمعة".
والرأي ما قال به أبو حيان وتلميذه السمين.
وَهُوَ: الواو: عاطفة أو استئنافية، والضمير في محل رفع مبتدأ.
السَّمِيعُ: خبر أول مرفوع. الْعَلِيمُ: خبر ثان مرفوع.
* وجملة: "هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" لا محل لها:
1 - استئنافية.
2 - معطوفة على الاستئنافية "مَن كَانَ ... ".
{وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6)}
وَمَن جَاهَدَ: الواو: عاطفة، و"مَن جَاهَدَ": مثل: "مَن كَانَ" في الآية السابقة، والفعل هنا تام فاعله "هو".
فَإِنَّمَا: الفاء: رابطة للجواب، أو زائدة إن كانت "مَن" موصولة، و"إِنَّمَا" كافة مكفوفة. يُجَاهِدُ: مضارع مرفوع، والفاعل "هو".
لِنَفْسِهِ: متعلّقان بـ "يُجَاهِدُ"، والهاء: في محل جر مضاف إليه.